السلاالآلآم عليكمم :
يستطيع المسلم إدراك ليلة القدر بالجد والاجتهاد في قيام العشر الأواخر من شهر رمضان، فإذا اجتهد المسلم وقام هذه الليالي، واجتهد فيها بالصلاة والذكر والدعاء والقراءة فإنه يكون أدرك ليلة القدر، وليلة القدر محلها في العشر الأواخر من شهر رمضان، وبالأخص في ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان؛ لقول النبي _صلى الله عليه وسلم_: " تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان"، أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة _رضي الله عنها_ لكنها تتنقل، فتارة تكون ليلة سبع وعشرين، وتارة تكون ليلة تسع وعشرين، وتارة تكون ليلة ثلاث وعشرين، وتارة تكون ليلة إحدى وعشرين، وتارة تكون ليلة خمس وعشرين، ويكثر أنها تقع في ليلة سبع وعشرين؛ ولهذا كان أبي بن كعب _رضي الله عنه_ يحلف أنها ليلة سبع وعشرين، وهي الليلة التي أمرهم النبي _صلى الله عليه وسلم_ بقيامها، فعن زر بن حبيش قال:" سألت أبي بن كعب _رضي الله عنه_ فقلت: إن أخاك ابن مسعود – رضي الله عنه – يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر، فقال رحمه الله أراد ألا يتكل الناس، أما إنه قد علم أنها في رمضان، وأنها في العشر الأواخر، وأنها ليلة سبع وعشرين، ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين، فقلت: بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال: بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها )، أخرجه مسلم في صحيحه، فإذا اجتهد المسلم وقام هذه الليالي، وهي عشر محصورة معدودة، فإنه يُرجى أن يكون ممن أدرك هذه الليلة، والله _تعالى_ أعلم.